عدن تموت امام مرأى ومسمع الحكومة وسلطة الأمر الواقع. 

ليس هناك أسوأ من صحفي أو ناشط سياسي أو شبابي يتجرع مرارة الحياة والمعاناة ويتفرج لموت ناسه واهله ويصمت أو المخزي ينافق ويكذب ويطبل للمسؤولين ويأتي لهم بالاعذار والمبررات الواهية

اخترت العنوان عدن تموت لأن ساعات انطفاء الكهرباء وصلت إلى ٨ ساعات وأكثر مقابل ساعتين او احيانا أقل لاصي .

الآن اكتب هذه الكلمات في ظلام موحش واسود بعد ان نفذت البطارية على منزلي ومنازل جميع سكان الحي الذي اسكنه في مدينة عدن..

خلال ال٢٤ ساعة حزنت حين عرفت أن هناك حالات وفاة في أوساط المرضى من كبار السن والأطفال. نعم ماتوا من شدة الحر وعدم قدرة البعض على اسعاف المرضى إلى المستشفيات. العلاج نار فوق نار الحر الحارق .

 

طبعا الحال نفسه في محافظتي أبين ولحج بدون كهرباء. لكن مأساة عدن كبيرة وكارثية أن استمر الحال ..

قرات قبل إعلان كهرباء عدن يقول ستعاود محطة كهرباء الرئيس السابق عبدربه منصور هادي من صباح غدا الجمعة بعد تزويدها بكميات ضئيلة من النفط الخام. لكنه بالتأكيد سينفذ وتعود المعاناة..

ياجماعة..ندرك أن كل ذلك في إطار سيناريو خارجي اعد بشكل ممنهج والسلطات جميعها خاضعة لذلك. ارى أن الرئيس السابق عبدربه منصور كان يمتلك نسبة من القرار حين قام ببناء هذه المحطة.. أيضا طالعت منشور عن منحة سعودية في طريقها إلى البنك المركزي.. والحقيقة اعتقد انها جزء من قطارات الوديعة التي ربطوا بها نقل الرواتب إلى البنوك التجارية بما في ذلك منتسبي القوات المسلحة والأمن..

وصلت الحياة بما لاتطاق لمن تبقى مجرد يرفل في هذه البلد في انتظار الموت من الجوع والفقر والعوز ومن الكهرباء ومن رصاص وطائرات مليشيات الحوثي المسيرة أو من عبوات ناسفة لعناصر القاعدة أو من طلقات صديقة طائشة أو راجعة في عدن وغيرها

لكن عدن غير ، كان لايمكن تسمع فيها طلقة واحدة الا أثناء الحروب . شوفوا الشعب سينفجر ونجد القابعين داخل المكيفات يأمرون جنودنا البواسل الذين يعانون من معاناة الشعب يأتي من يأمرهم بقمع الاحتجاجات الشعبية المطالبة بالحد الأدنى من الخدمات . نحن لا نريد كهرباء على مدار الساعة هذا عيب ومستحيل. نريد ما يبقي لنا رمق حياة ..

وفي الاخير هل يدرك دولة الدكتور أحمد عوض بن مبارك أن عدن تغرق في الظلام الاسود . لن نلومه مازال حديث المنصب. وبعد مرور عام من ولايته لن نسكت . أما الإخوة في المجلس الرئاسي فقد رحلوا باستثناء النائب الشاب ابوزرعة المحرمي الذي يعمل من قلبه . لكن أمامه جبال من الملفات سيصطدم في حلحلة اليسير منها أما سلطة الأمر الواقع المجلس الانتقالي فهم سيقرأون هذا الكلام وجاهزين للسب والشتم والتخوين وهي العقلية التي دمرت كل جميل في عدن الباسلة..

حفظ الله عدن وناسها الطيبين ولانامت عيون المتخاذلين والفاسدين ومعهم الصامتين على الظلم والقهر اكتفي بهذا القدر وحتى نلتقي وإياكم جمعتكم مباركة سلااااااااااام