المعالم التاريخية والمواقع الأثرية لمدينة عدن صروح بارزة جعلت منها أحدى أهم مدن العالم ومكانة تاريخية عريقة تعود لمئات السنين.
رصيف السياح أو ما يعرف بمرسى السياح هو احد المعالم السياحية الهامة بمديرية التواهي في عدن تعرض للدمار فترة الحرب بعد دخول عدد من الصواريخ إليه وحولته لهيكل خالي تعرض أيضا للسرقة والنهب ومحاولات عديدة لإعادة تأهليه من جديد وبنفس شكله السابق.
بعد معاناة طويلة يتم حاليا ترميم المبنى بواسطة فريق مختص ونخبة من المهندسين ومشرفين عرب ودراسات عديدة لإعادة المبنى لنفس شكله السابق ودوره الهام وتم انجاز 70% من المشرع في انتظار استكمال الباقي وافتتاحه خلال الفترات القادمة.
كانت لنا زيارة خاصة للموقع ومتابعة العمل الجاري فيه ورصد آراء القائمين على الترميم ومعرفة تفاصيل أكثر عنه وإعداد التقرير التالي.
مرسى السياح معلم سياحي عريق
من يذهب لمديرية التواهي لا بد أن يشاهد الميناء ويزور عدد من المعالم السياحية فيها , مرسى السياح هو أحد معالم المديرية السياحية الذي يعود تاريخه لأكثر من 100 عام من تواجد الاستعمار البريطاني في عدن وجعل منه مرسى ومرفأ لاستقبال مختلف البواخر والسفن من مختلف أنحاء العالم التي تحمل بالبضائع والسياح القادمون من أجل الاستمتاع بالمناظر الخلابة في التواهي وعدن والبقاء لعدة أيام قبل العودة إلى موطنهم.
هذه الأهمية التاريخية جعلت من مرسى السياح بوابة عدن السياحية وتنشيط الحركة الاقتصادية للمدينة التي كانت في أوج تألقها تلك الفترة.
ومع مرور السنوات وجلاء الاستعمار البريطاني ظل افتقد الرصيف لأهميته السابقة وأصبح دوره محصول في استقبال بعض الوفود والسفن على فترات متقطعة ومفتوح لاستقبال أهالي المدينة للاستمتاع بمنظر البحر ومشاهدة السفت التابعة لميناء عدن.
جاءت حرب 2015م التي تعرضت المعالم الأثرية والسياحية لانتهاك ودمار طال عدد كبير منها وكان من بينها رصيف السياح الذي تعرض لضربات صواريخ هدمت المبنى وأغلق من أجل الترميم وإعادة تأهيله وعودة شكله السابق.
المعالم التي دمرت في الحرب تم ترميمها
وحول هذا الموضوع تحدث محسن نائب مدير الأرصفة بعدن وقال :" رصيف السياح يعتبر بوابة سياحية منفذ بحري لاستقبال السياح من مختلف والوافدين والبواخر العظمى من أوروبا والوفود السياحية من مختلف انحاء العالم , وخلال فترة قريبة كان يستقبل بحوالي 3200 شخص قبل الحرب وجاء أيضا وفد سياحي لقى فيه حوالي أسبوع عددهم 30 سائح من مصر وطلب مننا بأن أول ما يبدأ الترميم نشعره.
المعالم التي دمرت في الحرب تم إعادتها لنفس الموقع بإشراف مهندسين من اليونيسكو ونخب من المهندسين محليين , الأرقام الموجودة على الأحجار سحب من موقعها المهدم من المبنى وترتبت بوضعها الصحيح بعد الترقيم وتم إعادتها بنفس مكانها السابق.
حتى الأحجار التي تهدمت بالكامل جراء الضربات تم الحصول على نفس نوع الحجر الذي يعود تاريخه لأكثر من 100 عام وإعادة لموقعه.
ويضيف في حديثه :" ونحن الآن بإعادة تأهيله وتجهيزه بنفس الوظيفة ونفس الهدف , ونتواصل مع بعض الوكلاء حتى يشعروا الأفواج السياحية القادمة أيضا نعمل بجد من أجل إعادة افتتاح مرسى السياح بأبهى حله وإعادة دوره وأهميته الكبيرة والتاريخية لمدينة عدن.
تحديات كبيرة
وتحدثت المهندسة المسؤولة عن ترميم المبنى وقالت :" تهدم المبنى بشكل شبه كامل ولم يتبقى فقط 30% منه في البداية حتى الجدران تهدمت ومنها من كان آيل للسقوط , وبدأنا في بداية شهر 8 عام 2019 م لكن صادفتنا عدد من التوقفات منها ظهور جائحة كورونا وشهر رمضان , أيضا المواد التي نستخدمها في البناء والترميم الآن لا نجدها بسهولة فمثلا مادة النورة نجلبها من محافظة الحديدة ونعاني كثيرا حتى تصل إلينا لأنها تعتبر من المواد المتفرقعة (متفجرة) وتتوقف في النقاط العسكرية للسؤال عن سبب دخولها عدن توقفنا حدود 3 أشهر واستئنفا العمل ولنا حوالي قرابة العام تأخرنا لأن شغلنا يدوي بدون الآت من تكسير الأحجار وخلط المواد المبنى الأثري يحتاج وقت كبير للترميم ولكن الحمد لله انجزنا الكثير وتبقت فقط الأمور الفنية سننجزها إذا توفرت كل المواد الناقصة.
واستطردت في حديثها :" و عانينا من أشياء لم نتصورها حيث وجدت أماكن في المبنى التابع للرصيف بقى جزء منه وقمنا بتفتيش القواعد ووجدناها ونظفناها وبنينا على نفس النسق بعد الاطلاع عليه.
وتضيف :" صادفنا أيضا مشكلة وهي الترميمات السابقة حيث كانت هناك أجزاء استخدموا الاسمنت فزاد حجم الكابات وهناك اجزاء داخليه استخدموا فيها الرخام وكان هناك عدد من الأخطاء منها ان الأحجار غير متساوية.
حرصنا من خلال عمل جاد ومتواصل من أجل إعادة المبنى بنفس الشكل والمواصفات