أول عاقلة حارة في عدن النساء يتفوقن على الرجال بالقيادة

فكرية خالد عبده.. امرأة من مدينة عدن، اقتحمت عالما ظل حكرا على الرجال ، ولم تتجرأ امرأة قبلها على الاقتراب منه.

نُصبّت فكرية من قبل محافظ محافظة عدن الأسبق الدكتور يحيى الشعيبي قبل نحو 17 عاما، عاقلة (شيخة) لحارة الوحش في حي التلال، بمديرية صيرة،وسط ترحيب كبير من أهالي حارتها.

لتصبح بذلك أول عاقلة حارة ليس في عدن فقط، ولكن على مستوى اليمن بشكل عام، فكيف وصلت إلى منصبٍ كهذا، كان مقتصرا على الرجال لا غير؟

بوابة العمل المجتمعي

تحكي فكرية لـالعين الإخبارية قصة وصولها إلى سدة حارتها، وتبدأ بالإشارة إلى خبرتها في العمل المجتمعي والشعبي، من خلال تأسيسها مع مجموعة من نسوة عدن جمعية المرأة للتنمية المستدامة، بالإضافة إلى شغلها إدارة الشؤون الإدارية في مركز الأسر المنتجة المعني بتدريب النساء والأسر الفقيرة على بعض الحرف والأشغال اليدوية والتدبير المنزلي.

وأتاحت هذه الأعمال أن تصبح فكرية قريبة من الناس، وملتصقة بحياتهم اليومية واحتياجاتهم، وبدأت التحرك في القضايا الخدمية التي تهم مجتمعها، ليس فقط في مديرية صيرة حيث تقطن، بل حتى في غيرها من مديريات عدن.

تقول: لم آتِ مباشرةً وشغلت منصب عاقل حارة من فراغ، بل من خلال الجهد الذي قدمته خلال سنوات طويلة عبر العمل المجتمعي، الذي عرّفني على الناس واحتياجاتهم، وعلى احتياجات مجتمعي، وما الذي يعانيه.

المنعطف الحقيقي

وتواصل فكرية سرد قصتها، لتضيف: في عام 2003 وقع حادث حريق في حارة الوحش، فكنت أبرز المبادرين في طلب الإسعافات وعربات الإطفاء وتنسيق عملية الإنقاذ، وكنت في صدارة المشهد.

ومثلت هذه الجهود في احتواء الحريق منعطفا حقيقيا في استصدار محافظ عدن حينها الدكتور يحيى الشعيبي قرار تعيين فكرية في منصب عاقل حارة.

تصف فكرية هذا القرار بأنه كان صعبا حتى بالنسبة لها، لأنه كانت تعتقد أن الرجال يحتكرون هذا المنصب المحلي، وتساءلت وقتها كيف أستطيع اقتحام هذا المنصب، وكسر حاجز سيطرة الذكور عليه؟.

لكن الإرادة قوية في داخلي إلى جانب الداعمين من الشخصيات الاجتماعية والتربوية والسياسيين