حافلة العرقوب
2025/11/10 - الساعة 06:14 صباحاً
القمر يتفتت ينشد موالا حزينا من غبار..
سماء مرصعة بنجوم الأسى تبكي ضياء..
عائد إلى وطني..
الموت يتربص بنا في كل مكان..
سحب العمر ظله..تمادى في غيه.. تاركا على الرصيف وصية من رماد..
صهيل الحروف ألقت على إسلفت الدماء نشيجا.. الأفق الدامي ينحني أمام تأوهات احتراق القمر..
من مخاض الغربة حيث يولد الألم..إلى مخاض نهاية الأمل..
القمر يحترق كما لو أنه هو الآخر جنازة مهيبة تشيعه النجوم الباكية..
الموت هنا يعتام.. ينشط حيث تستدعي الشياطين والأبالسة المنايا من حتوفها..
رائحة الموت تزكم الأنوف..لا روائح أخرى في وطن بات فيه الموت لعبة من ألعاب دراكولا..
عائد من الغربة..
نبضات السرور توارت عند الغروب أمام عربدة مفخخات الدروب..
علامات الحبور تلاشت أمام علب الموت الزؤام..
هروب من شبح الغربة إلى مأساة وطن يوزع الموت ببساطة السهل الممتنع..
أسدل الليل ستارته السوداء..ورود تذبل..زهور تجف..ناس يتساقطون كالفراش المبثوث..
هذا وطني في زمن اللا وطن..
الموت أقرب إليك من حبل الوريد..
طرق مفخخة تنخفض فيها درجة النجاة إلى أدنى حد..
وطن يعيش تحت خط الموت..
الشمس كئيبة..
الأرض تحتويها ريح صرصر عاتية..في كل زقاق موت..في كل طريق فناء..
الموت أسهل بضاعة يستهلكها بنو وطني..
الموت البضاعة الوحيدة التي لم تجمركها الحكومة..
إنه الخيار الوحيد المتاح..
بلد يزدهر فيه الموت..
في بلاد خلق الله.. مأساة كمأساة حافلة العرقوب تسقط حكومات وتضع وزراءها خلف القضبان..
عندنا..ما أرخص الإنسان في سوق البشرية..ما أزهد ثمنه في مزادات الموت..
فشلت حكومتنا في كل شيء..
الحاجة الوحيدة التي نجحت فيها أنها أبدعت في صناعة الموت..
أحيانا..صار المواطن الغلبان يتحايل على الموت ليأخذه..فيأبى..لطفك يا رحمن يا رحيم..