عدن اليوم ليست المدينة التي نعرفها… مدينة تختنق ببطء، وتُدفَع دفعاً إلى الجوع وكأن هناك من يريد لها أن تنطفئ. منذ عقد من الزمان ، وسفرة سكان المدينة لم تعد تعرف التنوع؛ صارت وجبات اليوم باهتة، لا شيء فيها يتغيّر سوى حضور خجول( للمكون الحزبي وجبة العصيد في الغداء)، وكأن هذا هو ما تبقّى لنا من حياة كريمة. الحياة هنا تُساق إلى الانهيار، ليس صدفة ولا سوء إدارة، بل سياسة ممنهجة لتركيع عدن وتجويعها، بينما العالم يشاهد موت المدينة بعدسته الباردة. وعدونا بمنطقة حرة… كذبة. قالوا عاصمة سياسية… أكذوبة أكبر. وما بين الوعود الفارغة والواقع المر، تدفع عدن لتعيش على قاعدة: “على قد فراشك مدّ رجولك”؛ قاعدة فرضها الفقر لا الحكمة. وفي المقابل، يظهر لصوص المرحلة بوجوههم المترفة، يتنقّلون بالسيارات الفارهة والاطقم المصفحة ،بين فنادق خور مكسر والمنصورة والشيخ عثمان ، ويتناولون الطعام في مطاعم بُنيت من خيرات عدن نفسها، خلاف ما سميت بالمولات التي عطلت حركة السير ، وزادات غطرسة لمشتريين ظهروا ويتبعون المرحلة ، وهم يتلذذون بالمقتنيات من عَرَق ناسها، ومن قوت أطفال المدينة ، بينما جيوب الناس في عدن فارغة . فساد، غسيل أموال، نهب منظم… وكل ذلك يُرتكب أمام مدينة تُحتضر ولا تجد من يحميها لكن للتاريخ ذاكرة .
عدن في قبضة الفساد
2025/11/15 - الساعة 01:15 مساءً