هل حضرموت اليوم في خطر ؟

لم أكن أتوقع بعد قراءتي المتعددة في مواقع التواصل الاجتماعي والصحف الورقية والإلكترونية، أن أجد موضوعات تُثير الخوف في قلب كل حضرمي، سواء في الداخل أو في المهجر، كلنا نسعى للأمن والسلام في ربوع بلادنا. خلال الأسبوع الماضي، كثر الحديث عن المظاهر المسلحة، التي نحن لا نريدها في حضرموت، بل جميعنا نشمئز منها ؛ لأننا نحب المدنية والسلام. المظاهر المسلحة الأصلية يجب أن تكون داخل المعسكرات خارج المدن الحضرمية، وإذا وُجدت معسكرات، فهي ملتزمة داخل حدودها المخصصة . نحن نأسف جدًا لما حصل من احتكاكات عسكرية في الهضبة، غيل بن يمين أو منطقة العكدة، وما نتج عنها من إطلاق نار أدى إلى إصابة بعض الشباب من البدو. ورغم اطلاعنا على البيانات الصادرة من الأطراف المعنية، إلا أننا لا نريد أن تصل الأمور إلى حالات وفاة أو اعتقالات أخرى . بصفتي شخصيًا مواطن حضرمي غيور على بلده وأهله، أينما كانوا في حضرموت، أطرح سؤالاً: لماذا لا نلجأ إلى الحوار والتفاهم قبل إطلاق النار؟ نحن بطبعنا الحضارم محبون للهدوء وتجنب الاحتكاك، وأي تصعيد يكون الخاسر الأول فيه هو حضرموت وشعبها . لا أحد ضد النخبة، فالنخبة تضم العديد من الحضارم، ومنذ تشكيلها وانتشارها في حضرموت شعرنا بالأمن والأمان، لأنها تضم أبناء حضرموت يعرفون نفسيات أهلهم. نقدر لهم كل جهودهم، ونعتبرهم صمام أمان حضرموت ضد الأعداء والعيون الساهرة على بلادهم . لكن حادثة القتل في الهضبة جعلت الحضارم في الداخل والمهجر يتساءلون: من أعطى الأوامر بالقتل المباشر؟ لماذا لا يتم اتباع الطرق القانونية والاعتماد على الاعتقال وفق توجيهات النيابات المختصة؟ وهذا ما نحن جميعًا معه . أما حادث الضبة واغتيال بن عجلان، فإن زيارة قائد النخبة، بارجاش، إلى مخيم العزاء خففت قليلاً من الاحتقان، وكان حديثه بصراحة هو المطلوب، حيث وعد بتنفيذ القانون على كل من تسبب في قتل الشاب بن عجلان. وهذا يُحسب له ويعكس حرصه على الأمن والاستقرار . الحضرمي يسعى دومًا للأمن والسلام في بلده حضرموت. ولتفادي الانزلاقات الأمنية المسلحة، نطالب دول التحالف والرباعية بتحمل مسؤولياتها في تجنيب حضرموت أي مشاكل وصراعات، لأنها لا تخدم سوى أعداء حضرموت وتجعل الوضع غير آمن . كما نطلب من الإخوة في المملكة العربية السعودية الشقيقة، قائدة التحالف، ودولة الإمارات الشقيقة التدخل العاجل لنزع فتيل الأزمة وإحلال الأمن والسلام في حضرموت، وابعاد أي قوة تحاول إثارة الفتن . ننتظر قرارات صارمة من التحالف بالتعاون مع الحكومة لتجنيب حضرموت الصراعات المسلحة. يكفينا الوضع الاقتصادي والخدمي الصعب الذي نمر به، ونفتخر بما تحققه حضرموت من نموذج للأمن والسلام والاستقرار، مع استمرار الحوار كسبيل رئيس للتفاهم السائد في حضرموت، ونزع أي فتيل للأزمات الحالية أو المستقبلية . والله من وراء القصد