اندلعت حرب 2015 لتمزق جسد "اليمن السعيد"، فتحول إلى واقع مرير من التشظي والتمزق الاجتماعي، جروحه غائرة ستظل تنزف لسنين، وتحتاج إلى جهود جبارة وكأنها عمليات جراحية معقدة للغاية.
اليوم، تتكرر المأساة بسيناريو مريب في حضرموت، تلك الأرض المعروفة بتماسكها وقوة نسيجها الاجتماعي، لكن يبدو أن مصالح محلية ودولية متشابكة تدفع بها نحو الهاوية، ويوجد من أبنائها من يساق وراء هذه الأجندات المدمرة.
أناشد جميع الأطراف: كفى! اتركوا حضرموت لأهلها، فهم الأدرى بمصلحتها والأقدر على جمع شتاتها وبناء مستقبلها.
احذروا، فانقسام حضرموت لن يكون سوى الشرارة التي ستُعيد إشعال نار التفتيت في عموم اليمن. أما أبناء حضرموت الأوفياء، فإنني أوجه إليهم نصيحة القلب: إن معركتكم الحقيقية هي معركة عقل وحكمة، فلا تسمحوا للعواطف الجياشة أو للأصوات العابثة أن تقودكم إلى حيث يريد الأعداء.
إن تحكيم العقل والوحدة هو درعكم الوحيد، تذكروا أن خسارة حضرموت ليست خسارة لإقليم، بل هي نهاية لأمل اليمن كله.