نور.. من رائدات النهضة العدنية.                  

هذه المرأة ملمح من ملامح عدن التاريخية  هي رفيقة محمد علي لقمان في مشروعه التنويري ، بل هي عمود من أعمدة ذلك المشروع الذي أوصل عدن ألى سدة التميز والريادة العامة في كل المجالات ، إذ أن المشروع التنويري لمحمد علي لقمان ما كان له أن يقوم دون تعليم البنات .
 
ففي الوقت الذي طالب لقمان في عام 1923 الإدارة البريطانية لعدن بتعليم البنات كانت نور حيدر سعيد قد سبقت هذه الإدارة في عام 1925 بتأسيس أول صف للبنات .
في عمرها الغض جلست نور حيدر سعيد مع أختها لولا حيدر على مقاعد التعليم الحكومي في مدارس الأولاد ، في وقت عزّ في عدن تعليم للبنات . 
وفي عام 1925 افتتحت أول صف أهلي لتعليم البنات في عدن في شارع الصباغين مدينة الشيخ عثمان .

وفي عام 1935 كلفت الإدارة البريطانية لعدن الست نور بتأيس أول صف دراسي للبنات في مدينة الشيخ عثمان بإعانة مالية سنوية من تلك الإدارة ، أوة بكل المدارس الأهلية للأولاد والبنات الممنوحة لأبناء الجاليات الأجنبية وأهالي عدن. 
في عام 1941 ، وبعد أن اختبرت الإنجليز قدرة نور حيدر في تأسيس قاعدة لتعليم البنات ، كلفت الإدارة البريطانية التاجر الفرنسي أنتونيات بس ببناء أول مدرسة حكومية للبنات في مدينة عدن . وتمّ تشييدها في مدينة الشيخ عثمان بجانب سكن هذه السيدة . وخدمت هذه المدرسة تلميذات عدن بشكل عام ، حيث تم ترتيب لهن وسائل نقل رسمية من مدنهن المختلفة . وسميت هذه المدرسة باسم المدرسة الحكومية للبنات - 1941م.     ومازال اسمها منحوتا على بوابتها في المبنى ذاته، على الرغم من كل الجهود الرخيصة المبذولة لتغيير هذه الاسم .

رافق عبد الله فاضل فارع هذه السيدة في أعمالها التدريسية الجليلة ، وذلك من خلال تقديم دروس في طرائق التدريس للمدرسات الأوائل في هذه المدرسة .

نالت نور حيدر سعيد التكريم على يد الإدارة البريطانية في عدن ولندن وذلك بمنحها شهادة التكريم الأولى في عام 1947 ثم منحها في عام 1957 عضوية البرلمان البريطاني ووقفت هذه المرأة مع رجالات عدن على منصة التكريم والشموخ ، فقد كانت أول سيدة عدنية نالت ذلك الشرف ولقبتها الإدارة البريطانية ب " رائدة تعليم البنات في عدن " .. 
في فترة الحرب العالمية الثانية ساهمت نورحيدر سعيد في تقديم دعم لأهالي عدن في أثناء الحرب وفي أحداث نكبة فلسطين 1948 ثم في فترة العدوان الثلاثي على مصر قادت الست نور حملات التبرع والدعم تحت أسم مستعار "أم البشر " خلال عملها التربوي أسست نور حيدر سعيد فرقة كشفية للبنات .

مثلها لايموت فهي قد تمثلت في شخوص زميلاتها اللواتي تتلمدن على يدها وبناتها اللواتي سرن على دربها .       وهي اليوم تتمثل في شخوصنا جميعا نساء عدن اللواتي يرفعن هاماتهن عاليا أنهن حفيدات نور حيدر سعيد .
لك الخلود في ذاكرة عدن التاريخية التي رسمتي فيها ملمحا من ملامحها ولنا العقبى جميعا بالمضي بكل ما حملتيه من تطلعات لنساء عدن .

ولي شخصيا الفخر كل الفخر في أن كانت هذه السيدة وجهودها التربوية قاعدة عملي لنيل شهادة الدكتوراه الموسومة " أوضاع المرأة في ظل الإدارةالبريطانية لعدن 1937-1967" .       يومها رفعت رأسي عاليا في أثناء النقاش بأنني من عدن وتتلمذت على يدي هذه السيدة الكريمة . وأن لعدن الحق أن تفخر بها وقد تزاملت مع لقمان في قيادة المشروع التنويري لعدن.