بأية حال عدت يا عيد ....

عيد بأية حال عدت ياعيد ** بما مضى أم لأمر فيه تجديد أما الأحبة فالبيداء دونهم ** فليت دونك بيدا دونها بيد إن المتنبي هنا يشكو فراق أحبته فلم يذق طعم العيد لبعدهم عنه ويتمنى لو أن العيد ماعاد عليه وهو بهذه الحال من الحزن لفراق الأحبة ولم يكن المتنبي يعلم كيف ستكون أعيادنا من بعده !!! بل لم يكن  يخطر بباله أن سيكون حال الأمة كما نحن عليه اليوم !!! وكيف ستكون  أعيادنا !!! إن ما أصاب أمة الإسلام في راهننا أمر جلل...  فالأمم من حولنا  تتحد وتتعاضد وإن كانت على باطل ، أما أمتنا  نحن فقد هوت إلى مكان سحيق ، فلم يعد الغني ينظر إلى الفقير ، والصغير لايحترم الكبير ، والقوي يبطش بالضعيف ، فلارحمة ولاتراحم ، تعددت الأحزاب وتباعدت الشيع ، وكثرت الأهواء واختلط الحلال بالحرام ، والباطل بالحق ، حتى شعيرة الحج التي كانت تذكرنا بوحدتنا وقليل من عزتنا ، لم نعد نستطع إقامتها ، وأجبرنا على مقاطعتها ، أصبح الاقتتال ديننا والتناحر سنتنا ، والظلم منهجنا والطغيان سلوكنا ، قادتنا عبيد لأعدائنا ، وجيوشنا لاتستنقذ ذبابة إذا ماانتهبت شيئا منا ، انطفأت حميتنا وذهبت ريحنا ، طمع فينا الجبناء وتسابق علينا اللئام ، لأننا لم نعد نحمي الحمى ولانستعيد مغرما ، وهاهو العيد يعود علينا ونحن لا أضحية ولا كساء ، ولا كهرباء ولا ماء ، انعدمت الخدمات وانحنت الهامات ، انتشرت المجاعة وغزتنا الأوبئة ووووووو ....إن عيدك يامتنبي قد صور مصابك أنت أما عيدنا نحن فيعني مصاب أمة وشتان مابين العيدين !!!!!!!  مصابك أنت  كان في فراق أحبتك ، و مصابنا نحن فقد كان في عزتنا وكرامتنا ولقمتنا وملبسنا ووووووو....وكأن حالنا يقول باية حال عدت ياعيد فقد اصبحت أعيادنا أحزانا وفرحتنا أوجاعا ، قل المال أو انعدم وقبله رحل التكافل  فتشوهت  الأخلاق وأصبحنا نسمع الألفاظ النابية في الشارع وفي مؤوسساتنا ومرافقنا حتى التعليمية منها ...نعم جاء العيد الذي له معان كثيرة في ديننا الإسلامي فهو يحمل كل صفات الخير ، جاء ولكنه لم يجد اولئك الذين يفهون معانيه ويطبقونها ......