تقرير إخباري: مئات المهاجرين الأفارقة غير الشرعيين يتدفقون إلى اليمن بالرغم من عدم الاستقرار

يتواصل تدفق المئات من المهاجرين الأفارقة غير الشرعيين نحو العديد من المحافظات اليمنية الجنوبية على الرغم من استمرار الصراع العسكري في الدولة العربية التي مزقتها الحرب.

 

ووصل العديد من المهاجرين وطالبي اللجوء الأفارقة، ومعظمهم من إثيوبيا ودول أخرى، إلى مدينة عدن الساحلية الجنوبية، التي تتخذ منها الحكومة اليمنية الشرعية عاصمة مؤقتة للبلاد منذ عام 2015 في ظل سيطرة الحوثيين على صنعاء.

 

ودفع التدفق المستمر للأجانب السلطات الأمنية اليمنية إلى شن حملة اعتقال واسعة ضد مئات من المهاجرين الأفارقة غير الشرعيين خوفا من تجنيدهم من قبل الجماعات المسلحة وقيامهم بالمشاركة بأنشطة عسكرية.

 

وانتهى الأمر بالحملة الأمنية إلى اعتقال أعداد كبيرة من المهاجرين الأفارقة غير الشرعيين الذين تم جمعهم بواسطة دوريات أمنية مختلفة من شوارع عدن الرئيسية ووضعوا داخل ملعب رياضي في المدينة.

 

لكن السلطات الأمنية التي تم تشكيلها حديثا في عدن تواجه عددا من المشاكل أهمها عدم القدرة على تحديد إجراءات ما بعد الاعتقال وأيضاً فيما يتعلق بمصير المهاجرين المحتجزين.

 

وصرح مسؤول أمني طلب عدم الكشف عن اسمه لوكالة أنباء ((شينخوا)) بأن المحافظات الجنوبية في البلاد شهدت وصولا غير مسبوق للمهاجرين الأفارقة غير الشرعيين خلال الأشهر الماضية على الرغم من عدم الاستقرار في اليمن.

 

وقال إن "المخاوف ارتفعت في المناطق الجنوبية بعد مشاهدة شوارع عدن تكتظ بالمهاجرين غير الشرعيين القادمين من إثيوبيا والصومال ودول إفريقية أخرى".

 

وأضاف أن "التقارير أشارت إلى أن بعض الجماعات المتشددة بدأت في استخدام أساليب إغراء واستغلال المهاجرين الأفارقة وتجنيدهم للانضمام إلى القتال المستمر في البلد".

 

وتابع المصدر "لذلك بدأت السلطات الأمنية حملة واسعة واحتجزت أكثر من 850 مهاجراً أفريقياً غير شرعي لكن حتى الآن لا تتوفر لديها القدرات اللازمة للتعامل مع تلك الأعداد الكبيرة التي ما زالت تصل إلى المدينة".

 

وبدأت سلطات الحكم المحلي في عدن في التواصل مع منظمات اللاجئين لتوفير الإجراءات اللازمة فيما يتعلق بأين سيتم نقل المهاجرين الأفارقة المحتجزين وكيفية التعامل معهم بعد تجميعهم من شوارع المدينة.

 

ودعا مصدر حكومي إلى اتخاذ إجراءات أوسع من جانب منظمات الأمم المتحدة للمساعدة في التعامل مع المهاجرين الأفارقة المحتجزين، حيث "ليس لدى سلطات أمن عدن ميزانية كافية لإطعامهم وتوفير مستلزماتهم الأساسية".

 

بالإضافة إلى ذلك، أكد مسؤولون طبيون في عدن لـ((شينخوا)) أن مستشفيين حكوميين استقبلا عددًا من المهاجرين الأفارقة غير الشرعيين المصابين بالكوليرا وأمراض أخرى.

 

وأعلنت المنظمة الدولية للهجرة (IOM) أمس الاثنين، أن 115 لاجئا صوماليا تقطعت بهم السبل في اليمن غادروا من ميناء عدن للعودة إلى ديارهم، كجزء من برنامج العودة الطوعية.

 

وبحسب المنظمة، فإن ما يزيد على 40 طفلا كانوا من ضمن الذين تم إجلاؤهم.

 

ويستخدم المئات من المهاجرين الأفارقة غير الشرعيين الذين يبحثون عن حياة أفضل، اليمن كنقطة عبور إلى وجهتهم النهائية، المملكة العربية السعودية أو دول الخليج الأخرى.

 

ويقال إن المهاجرين غير الشرعيين القادمين من القرن الإفريقي يواجهون انتهاكات من قبل المهربين وغيرهم من المجرمين، بما في ذلك الاحتجاز التعسفي.

 

وتوفي عشرات المهاجرين غير الشرعيين من الصومال وإثيوبيا قبالة سواحل اليمن خلال الأشهر الأخيرة.

 

وتدور في الدولة العربية الفقيرة حرب أهلية منذ أواخر عام 2014، بين قوات الحكومة اليمنية وجماعة الحوثيين.

 

وتسبب الصراع اليمني طويل الأمد في أسوأ أزمة إنسانية في العالم، وفي الوقت الحالي يحتاج حوالي 24 مليون يمني أو 80 في المائة من مجموع السكان إلى المساعدات الإنسانية والحماية، وفقاً للأمم المتحدة.

المصدر/ شينخوا