الانتقالي… مشروع مناطقي في ثوب قضية وطنية

فارس العدني

 

زيارة الوزير الداعري للقوات في أقصى الشمال، وتوشحه بوشاح علم الجمهورية اليمنية، مرّت مرور الكرام بلا هجوم أو تخوين. في المقابل، وُجّهت سهام الطعن والاتهام لكل من تجرأ قبل ذلك على مواقف مشابهة: أحمد عبيد بن دغر، أحمد الميسري، صالح الجبواني، الشهيد أحمد سيف اليافعي، نايف البكري، واللواء طماح.

 

هذه المفارقة تكشف جوهر سياسات المجلس الانتقالي: ازدواجية وانتقائية. فما يُعد خيانة في نظرهم إذا صدر عن أبناء عدن أو أبين أو شبوة أو حضرموت أو المهرة، يصبح “موقفاً وطنياً” إذا صدر عن أبناء المنطقة التي أفرزت المجلس. إنها عقلية توزيع صكوك الوطنية وفق حسابات مناطقية ضيقة.

 

لقد حول الانتقالي قضية الجنوب من مشروع وطني اتحادي إلى سلطة مناطقية، رفعت شعارات التحرير والانفصال بينما مارست الإقصاء ضد شركائها ورفاقها. والنتيجة: تفريغ القضية من مضمونها، وتحويلها إلى أداة سلطة وابتزاز سياسي.

 

بهذا السلوك، لن يكون الانتقالي مظلة جامعة، بل عامل انقسام إضافي يكرّس الشقاق الجنوبي ويضعف الموقف الوطني أمام بقية القوى.