فارس العدني
يشير الوضع المتأزم داخل مجلس القيادة الرئاسي إلى مأزق بنيوي في إدارة المرحلة الانتقالية، الأمر الذي يجعل إعادة هيكلة المجلس أو إعادة صياغة شكل القيادة السياسية ضرورة وطنية لا يمكن تجاهلها. فالمجلس، بصيغته الحالية، تحوّل إلى ساحة لتقاسم النفوذ بدلاً من أن يكون إطاراً لتوحيد القرار الوطني.
من ثمّ، فإن إعادة تشكيل المجلس بصيغة معقولة تراعي التوازن الوطني وتحدّ من تضارب المصالح باتت مطلوبة لإنقاذ ما تبقى من مؤسسات الدولة. كما يمكن، في إطار تسوية سياسية، إعادة الرئيس السابق بصيغة شرفية رمزية تحفظ شرعية المرحلة وتعيد الاعتبار للتسلسل الدستوري، بالتوازي مع تمكين رئيس الحكومة من ممارسة المهام التنفيذية كاملة دون تدخل من مراكز القوى، لضمان فاعلية القرار الإداري واستقرار السياسات العامة.
بهذا الشكل، يمكن الانتقال من حالة التشظي الراهنة إلى نموذج أكثر اتزاناً في إدارة الدولة، يركّز على الكفاءة والنتائج بدلاً من الولاءات والانقسامات