الغنى والطغيان

    قال تعالى: ﴿كَلّا إِنَّ الإِنسانَ لَيَطغى۝أَن رَآهُ استَغنى۝إِنَّ إِلى رَبِّكَ الرُّجعى﴾ (كلا) حرف ردع وزجر لمن تكبر وتمرد، ومن طبع الإنسان أن يطغى إذاً كثرت النعم بين يديه، إلا من عصمه الله تعالى من هذا الخلق الذميم بان شكر الله على نعمه، وأستعملها في طاعته.

   وفي قوله تعالى:( إن إلى ربك الرجعى) تهديد ووعيد لهذا الإنسان الطاغي، والرجعى إلى الله تكون بعد الموت، والغفلة عن الموت وعما بعد الموت من أسباب الطغيان والإستمرار في الشر، أما تذكر الموت وما بعده فهو من أسباب التوبة والإقلاع عن الذنوب والإستعداد للآخرة، والموت هو الحقيقة الغائبة لا ننكره ولكننا لا نستعد له وقيل فيما يروى عن الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه أنه كان يقول للحسن أبنه رضي الله عنهما: تعلم الموت حتى إذا جاءك لا يفجأك فلا يبهرك الموت الموت الموت يا عباد الله قال تعالى فيه﴿كُلُّ نَفسٍ ذائِقَةُ المَوتِ وَإِنَّما تُوَفَّونَ أُجورَكُم يَومَ القِيامَةِ فَمَن زُحزِحَ عَنِ النّارِ وَأُدخِلَ الجَنَّةَ فَقَد فازَ وَمَا الحَياةُ الدُّنيا إِلّا مَتاعُ الغُرورِ﴾

  فيا أيها الغارقون في غيكم هل ظننتم انكم مخلدون، وعن الله غائبون، وأنه يبقيكم على ما تشاؤون،(كلا) إنكم والله محاسبون، ومن عذابه لاتفلتون، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.