أديب العيسي.. قصة وفاء وقيم لا تموت

الدكتور / عبدالقادر المحوري

 

أديب العيسي، مناضل عرفته ميادين النضال السلمي منذ انطلاق الحراك الجنوبي في عدن والجنوب كان حاضرًا في كل الفعاليات، صوتًا ثائرًا وداعمًا سخيًا لرفاق دربه ومن عرفه. وعندما حلّت ساعة المواجهة مع الغزو الحوثي لعدن، كان في الصفوف الأولى، جسورًا مقدامًا وشجاعًا في ميادين القتال وساحات المقاومة، ضمن طابور من رجال المقاومة وقلة من قيادات الصف الأول التي صنعت الفرق.

 

عرفه الجميع دمث الأخلاق، يسعى دائمًا لرأب صدع الخلافات بين شركاء النضال، ويقدم العطاء حيثما وجد. تبنى ودعم قيادات صارت اليوم في الصفوف الأولى، لكنه هو نفسه ظل بعيدًا عن المناصب والمغانم، بعدما تنكر له كثير ممن ساروا بجانبه يومًا.

 

ورغم ذلك، لم يتزحزح عن مبادئه وقيمه قيد أنملة، وظل وفيًا لقضيته، عازفًا عن مغريات السلطة والدنيا الزائلة. لقد كرّس حياته لهدف سامٍ، ولم يكن يومًا طامعًا بما يفاخر به غيره من مناصب أو ألقاب.

 

قد نسمع اليوم برقيات العزاء وكلمات الأسف، وهي سنة حميدة، لكن الألم الحقيقي سيظل في ذاكرة وضمير من عرفوه ،قصة مناضل نُكرانُ رفاقه كان أشد وقعًا عليه من عناء النضال نفسه.

 

رحم الله الفقيد الشاب المناضل أديب العيسي، وأسكنه فسيح جناته، وجعل سيرته شاهدًا على أن الرجال لا يُقاسون بمغانم الدنياء الزائفة ، بل بمواقفهم التي تبقى ما بقيت الأوطان.