فارس العدني
الشيء الوحيد والأكيد الذي يثبت حقيقة المشهد هو أن ما يُسمى بقيادات المرحلة ليسوا سوى عصابة لا يهمها إلا مصالحها الخاصة وتقاسم النفوذ فيما بينها. فهل ناقشوا موضوع رواتب الشعب؟! قطعاً لا
هل تطرقوا إلى الوضع الاقتصادي والمعيشي للمواطن؟ طبعاً لا.
هل ناقشوا ملف الكهرباء، أو فساد هيئة الأراضي، أو غيرها من الملفات التي تمس حياة الناس اليومية؟! ايضاً لا.
البيان الأخير الذي صدر عنهم لم يكن أكثر من وثيقة لترميم خلافاتهم الداخلية وتوزيع المكاسب فيما بينهم، وكأن الوطن مجرد كعكة يتقاسمونها على الطاولة. لم يكن هناك أي حضور لهموم المواطن ولا رؤية لمعالجة الأزمات، بل كان الهدف الأساس تثبيت معادلة “توافقهم الشخصي” الذي يضمن استمرارهم على الكراسي.
بهذا، تعطلت “هنجمة الجنوب” وتحول القرار إلى رهينة بيد من يتقاسمون السلطة، بينما المواطن البسيط يُترك يواجه الفقر، وانقطاع الرواتب، وانهيار الخدمات. الأخطر من ذلك أن هناك من يحاول تسويق هذا العبث على أنه إنجاز أو خطوة للحفاظ على التماسك، في حين أنه في جوهره تكريس لواقع المحاصصة وتقاسم الغنائم.
ولذلك لا مجال للتحسس؛ هذا حديث عام يخص كل من شارك في هذا المسار، وعلى كل واحد أن يتحمل وزر قسمه من الكعكة.