فارس العدني
من يجمع بين الثورة والثروة لا يمكن أن يكون زعيمًا ولا مناضلًا؛ بل انتهازي نفعي يتدثر بعباءة النضال ويرفع شعارات الثورة ليغطي بها مصالحه الخاصة. هؤلاء لا يصنعون تاريخًا ولا يبنون أوطانًا، بل يبددون أحلام الناس ويحوّلون قضاياهم العادلة إلى وسيلة للتمكين الشخصي.
ولعل القول المأثور: “القضاء على الفساد مثل تنظيف الدرج، يبدأ من الأعلى إلى الأسفل” يلخص جوهر الأزمة. فحين يكون رأس القيادة غارقًا في الفساد والانتهازية، يصبح من العبث انتظار إصلاح في القاعدة. وإذا لم تبدأ المعالجة من القمة، فإن الفساد سيظل يتساقط إلى أسفل ويخترق كل مفاصل المجتمع.
المعضلة التي يعانيها الجنوب اليوم ليست في غياب الشعارات ولا كثرة الرايات، بل في غياب القائد المحنك، الفطن، الرزين، الحكيم، واسع الأفق، الفصيح في خطابه، القادر على مخاطبة الداخل والخارج بلغة رجل الدولة لا بلغة الشارع. هذا الفراغ القيادي جعل الساحة مفتوحة أمام الانتهازيين، وأصبح الناس مجرد أتباع تُقاد بالعاطفة لا بالعقل، وبالهتاف لا بالمشروع.
إن ما يحتاجه الجنوب اليوم ليس المزيد من الشعارات ولا استنساخ قيادات فقدت صلاحيتها، بل بروز مشروع وطني صادق يقوده رجال دولة حقيقيون، يتقدمون الصفوف بصدق وتجرد، ويضعون المصلحة العامة فوق الطموحات الفردية. مشروع يؤسس لمرحلة جديدة تقوم على الكفاءة لا المحسوبية، وعلى الحكمة لا الارتجال، وعلى بناء الدولة لا على تقويضها.
حين تختلط الثورة بالثروة، يغيب الزعيم الحقيقي ويظهر الانتهازي. وحين يغيب القائد الحكيم، تتحول حركة الشعوب إلى صراع شعارات لا إلى مشروع دولة. ولن يخرج الجنوب من مأزقه إلا بظهور قيادة تاريخية تعيد ضبط البوصلة، وتحول النضال من مجرد شعار إلى مشروع، ومن حلم إلى واقع.
- مشروع هادي الاتحادي… الحقيقة التي أنكرتها النخب وأثبتها الزمن
- طلاب كلية الطب البشري يصرخون ضد الظلم المالي في جامعة عدن.. مكافأة للمتأخرين وعقوبة للملتزمين في الرسوم الدراسية (بيان)
- اللواء عبدالرحمن الوادعي يهنئ المملكة العربية السعودية قيادةً وشعبًا بمناسبة اليوم الوطني
- مئات الآلاف من أبناء تعز يطالبون بالقبض على قتلة "أفتهان المشهري" وإقالة مدير شرطة أمن المحافظة وقائد المحور