فارس العدني
يبدو أن إعلام المجلس الانتقالي وناشطيه يعيشون في وادٍ فيما العالم في وادٍ آخر. لا يمتلكون القدرة على الدفاع الجاد عن المجلس أو قياداته، بل إن بعض ممارساتهم أضرت بالانتقالي أكثر مما أفادته، نتيجة تبريرات وخطابات شمولية تجاوزها الزمن.
الواقع أن هناك زلات عديدة في خطاب هؤلاء الناشطين، مقابل إنجازات حقيقية للانتقالي يمكن توظيفها بذكاء وإبرازها بشكل يليق بالمشروع، لكن العجز الإعلامي جعل الضرر أكبر من النفع.
ولن تكون مقابلة عيدروس الزبيدي الأخيرة – كما يشاع – آخر ما يفضح قصور هذا الإعلام. فالقضية ليست في تفاصيل المقابلة ولا تداعياتها، بل في غياب الاحترافية لدى الناشطين الذين اكتفوا بردود أفعال سطحية، بدلاً من تحويل الحدث إلى مكسب سياسي وإعلامي.
الأمر المثير للتساؤل أن المقابلة لم تُعرض كاملة، بل قُصّت ونُشرت مقاطعها في توقيت مقصود. بل إن القول بأنها لقناة الحرة – إذا صح – يؤكد أنها قديمة، إذ أن القناة توقف تمويلها في فترة الرئيس ترامب، وبالتالي فهي ذات سياق مختلف. تجاهل هذه الحقائق، وتكرار ردود الفعل الطائشة، يضع ناشطي الانتقالي في خانة السطحية وقلة الحيلة.
لذلك، تبقى الدعوة صادقة إلى قيادة المجلس الانتقالي: أن تراجع دوائرها ومؤسساتها الإعلامية، وأن تعيد النظر في أدواتها وناشطيها. فالمشروع يواجه تحديات حقيقية ومترصدة، ولن يصمد ما لم يُواكب بخطاب إعلامي سياسي ذكي، يقدّم المجلس بجدية ويحصّن منجزاته من التبديد.