فارس العدني
تداولت بعض قيادات المجلس الانتقالي الجنوبي في الآونة الأخيرة تصريحاتٍ تزعم أن “الجنوب يعيش مرحلة نجاح وانفصال فعلي”، وأن ما تحقق على الأرض يُعد انتصاراً للمشروع الجنوبي.
إلا أن هذه التصريحات، في حقيقتها، تعكس حالة من المزايدة السياسية والنفاق الخطابي أكثر مما تعبر عن واقع موضوعي ومسؤول.
إن الجنوب اليوم، بكل تعقيداته السياسية والأمنية والاقتصادية، ما زال يواجه تحديات هائلة في الإدارة، والخدمات، والأمن، والتنمية، ولا يمكن اختزال تلك المعاناة في شعارات انتصارية تبتعد عن الواقع الملموس.
وإن كان من يطلق هذه الادعاءات مؤمناً فعلاً بأن “الجنوب منفصل وناجح”، فعليه أن يتحمل كامل المسؤولية عن إدارة الأرض والإنسان، وأن يقدّم نموذجاً عملياً للحكم الرشيد، بدلاً من تعليق الإخفاقات على الآخرين أو التلويح بشعارات فارغة.
لقد تعب المواطن من الخطاب الدعائي، وينتظر أفعالاً لا أقوالاً.
والحديث عن “نجاحات الجنوب” لا يكتسب شرعيته من مواقع التواصل ومنشورات هنا او هناك ولا من الميكروفونات ولا من البيانات السياسية، بل من قدرة القيادة على بناء مؤسسات حقيقية، وتقديم خدمات ملموسة، واحترام قيم الشراكة والمواطنة.
وفي النهاية، من السهل الادعاء بتحقيق “الانفصال الفعلي”، لكن من الصعب تحمّل تبعات المسؤولية الكاملة عنه.
وهنا يُقاس صدق الرجال، لا بشعاراتهم، بل بما ينجزونه فعلاً على الارض.