مساوئ واضحة ومديح لا ينقطع… مفارقة المشهد السياسي

 

فارس العدني

 

 تشهد الساحة خلال الأيام الأخيرة سيلاً من المنشورات المتناقضة، بين مديح مبالغ فيه لبعض أعضاء المجلس الرئاسي وهجوم قاسٍ على آخرين، وكل طرف يدّعي القرب ممن يناصره أو يرى خلفه منفعة ما. غير أن المتمعّن في المشهد يدرك أن الوطن ومصلحة الشعب هما أبعد ما يكونان عن حسابات الجميع، إذ يعمل معظم أعضاء المجلس وفقاً لمصالحهم الخاصة في سباق محموم مع الزمن لاقتناص ما يمكن اقتناصه من نفوذ وامتيازات ومال عام، فيما تُقاس منفعة الناس بمعايير القرابة والمصالح الشخصية والولاءات المناطقية.

 

ولعل الأخطر في هذا المشهد المتشظي هو تنكّر بعض المسؤولين لرفقة الأمس، ممن شاركوهم المواقف الأولى وفتحوا لهم أبواب الصعود، فإذا بهم اليوم يستعْلون عليهم تحت نشوة سلطةٍ هبطت عليهم في غفلة من الزمن، وكأن الذاكرة قد مُسحت من كل فضل أو شراكة أو موقف كريم.

 

إن ما يجري يكشف خللاً عميقاً في بنية السلطة القائمة، وافتقارها إلى بوصلة وطنية جامعة تُعيد الاعتبار لقيم الوفاء والمسؤولية، وتضع مصلحة الشعب فوق كل الحسابات الضيقه.