وداعا مكيش

 د. عبدالقادر المحوري

بكل الحزن والأسى نكتب اليوم هذه السطور في وداع واحد من رموز الكرة الأبينية واليمنية في حقبة لا تنسى الكابتن عبدالله مكيش النجم الكبير الذي غيبه الموت تاركا وراءه إرثا رياضيا ومكانة لا يمحوها الزمن في قلوب محبيه وجماهير كرة القدم

لقد كان مكيش من أبرز نجوم نادي حسان الرياضي خلال ثمانينيات القرن الماضي تلك الفترة الذهبية التي سطع فيها الفارس الأبيني في سماء الكرة الجنوبية واليمنية ومن ملاعب زنجبار بزغ نجم عبدالله مكيش ليمتع الجماهير بلمساته ومهاراته وأهدافه ليصنع مع جيله الذهبي أمجاد فريق حسان ويحقق الفوز بكأس الجمهورية في إنجاز سيظل محفورا في ذاكرة الرياضة اليمنية

من تابع تلك الحقبة يذكر جيدا تعليق الراحل سالم بن شعيب حين كان يصف نقلات الكرة بين لاعبي فريق حسان بقوله حسان يلعب مثلثات وكأنهم يؤدون تيكي تاكا أبينية قبل أن تعرف هذه المصطلحات في قاموس الكرة العالمية وتحت إشراف المدرب الروسي تيمور قدم الفريق آنذاك كرة قدم جميلة وممتعة بمزيج من القوة والمهارة والانضباط وكان عبدالله مكيش القلب النابض لذلك الجيل الذهبي

لقد عرفته شخصيا عندما كنت طالبا في زنجبار وكان قد بلغ من الشهرة ما لم يبلغه كثيرون في ذلك الزمن الجميل ورغم ذلك ظل متواضعا بسيطا ودودا لم يكن نجما فقط في الملعب بل كان إنسانا بكل ما تحمله الكلمة من معنى كان هدافا بالفطرة وقائدا بروح الفارس النبيل تتحدث عنه الأهداف التي أحرزها مع حسان والمنتخبات الوطنية والمباريات التي غير نتيجتها كما تتحدث عنه أخلاقه خارج الميدان

يرحل اليوم عبدالله مكيش لكنه لا ينسى فقد ترك بصمة واضحة في سجل الكرة الأبينية واليمنية وسيظل اسمه يذكر مع نجوم خالدة من أعلام تلك المرحلة المجيدة

نتقدم بخالص التعازي إلى نجله ماجد وإخوانه وأفراد أسرته الكريمة ونسأل الله أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته وأن يلهم أهله وذويه وكل محبيه الصبر والسلوان

إنا لله وإنا إليه راجعون