حين يصمت الناشطون… وتُحرق عدن في الظلام

فارس العدني

 

سؤال يُحيرني وقد يُحير كثيرين:

أين أولئك الناشطين والمفسبكين الذين ملأوا الدنيا ضجيجًا في عهد الرئيس هادي والدكتور بن دغر؟

أين مقالاتهم ومنشوراتهم و”نضالهم الإلكتروني” الذي كان لا يهدأ، بل تجاوز النقد إلى السفاهة والإساءة الشخصية؟

لماذا هذا الصمت المُريب اليوم، وعدن تُكوى بأكثر من 12 ساعة انطفاء، وواقع خدمي كارثي، ومرتبات متأخرة، وانعدام كامل لأدنى مقومات الحياة؟

 

هل خفتت الأصوات لأن الوضع اليوم “مناسب سياسيًا” لهم، ولو على حساب الناس؟

هل كانوا يحاربون أشخاصًا لا فسادًا؟

أم أن هناك من كان يُملي عليهم ما يُكتب ويوجههم ضد قيادات جنوبية بعينها، لحساب مشروع إزاحة وإحلال لم يُخفَ؟

مشروع لا يمانع التحالف حتى مع الشيطان… طالما أن الهدف هو تغييب من كانوا شوكة في خاصرة من أراد التلاعب بالقضية الجنوبية.

 

للأسف، يبدو أن “القضية الجنوبية” لم تكن أكثر من قميص يوسف…

ذريعة لتمرير طموحات خاصة، وأداة للضحك على البسطاء، الذين دفعوا الفاتورة دمًا وعناءً، بينما تاجر بها آخرون نحو المناصب والامتيازات.

 

الناس ترى… وتعرف… لكنها صابرة بصمت.

لكن التاريخ لا ينسى… وذاكرة الشعوب لا تموت.