سنوات عجاف قاسية هذه التي نعيشها، لم يكن ما حلّ بالجنوب ناتجًا عن فقرٍ في الأرض أو شحٍّ في الموارد، ولم يكن نتيجةً لانعدام الكفاءات أو قلة الرجال. لقد كان الجنوب – وما يزال – أرضًا مليئةً بالخيرات، زاخرة بالعقول والقدرات، ومجتمعًا نابضًا بالإرادة والطموح.
لكن المصيبة أن زمام الأمور آل إلى غير أهلها؛ إلى من لا يستحق ولا يملك من أدوات القيادة سوى التملق والولاء الأعمى. إلى من جاءت بهم المصادفات الرديئة والقرابات الضيقة، فتصدروا المشهد بلا كفاءة، وتكلموا باسم الجنوب وهم أبعد ما يكونون عن همومه وجراحه.
تشكلت بين هؤلاء المنكوبين أخلاقيًا ومهنيًا، منظومة متماسكة لا هدف لها سوى تكريس الفشل، وتعميم البؤس، وتحطيم ما تبقى من كرامة الإنسان الجنوبي. حلفٌ غير معلن، لكنه واضح الأثر، لا يجتمع إلا على الفساد، ولا يتحرك إلا لتكريس العبث.
لا كهرباء، لا تعليم، لا صحة، لا بنية تحتية، لا أفق اقتصادي، ولا حتى حدٌّ أدنى من مقومات العيش الكريم. ورغم ذلك، لا يشعرون بالخجل، ولا يستوقفهم وجع الناس، ولا تهزهم دمعة طفل أو أنين أمٍ أُغلقت أمامها أبواب الأمل.
إننا نعيش في زمن فقر الأخلاق.
د. حسين لقور بن عيدان
- الكاتب بالفخر يكشف عن معلومات صادمة حول تسبب "القات" في سقوط معسكرات الشرعية أثناء مواجهة المد الحوثي
- اليمن يحتاج إلى حكم ذاتي للوسط… ودولة اتحادية عادلة
- رسالة إلى العالم من قلب الثورة: الجنوب يعلن عهداً جديداً
- الدكتورة وسام باسندوة تؤكد في مجلس حقوق الإنسان على تمكين المرأة وتحذر من استمرار انتهاكات مليشيا الحوثي وتقويض السلم الدولي