هل يتصدر ناصر المشهد

- و أنا أقرأ مقال عبد الكريم السعدي الذي تحدث فيه عن وطنية علي ناصر محمد واعجابه بناصر خلال مسيرته النضالية وقيادته لدولة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية رغم اعتراف ناصر بالاخطا السياسية التي ارتكبها بحق رفاق دربه من أبناء جلدته بسبب هوس السلطة وهذه شجاعة سياسية امتلكها ناصر دون سواه لكنني كنت اتمنى من السعدي أن يضع بين أيدينا رؤية سياسية وطنية تخرجنا مما نحن فيه من فشل سياسي بسبب تكرار الاخطاء في كل المراحل والمنعطفات السياسية بدلاً من الذهاب الى تلميع الأشخاص مع اني لا أختلف معه حول وطنية الرفيق ناصر مقارنة بما نعيشه اليوم من انحطاط سياسي.

 

- بدون تحسس سياسي أو قبلي أو مناطقي اكتشفت في دهاليز السياسة صنفان من الساسة يستخدمون مصطلح الوطنية :-

الصنف الاول : وهم من يستخدم الوطنية شعار من أجل الوطن وعزته وكرامته وتحرير الشعب من قيود الظلم والاستبداد وهذا النوع من الساسة نجدهم ينتصرون في معاركهم السياسية والنضاليةوالدليل على ذلك طرد المستعمر البريطاني صاحب الامبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس فعندما حمل الثوار هذا الشعار من أجل الوطن انتصروا على الإمبراطورية العظمى وكذا عند تحرير عدن من الحوثي انتصر الابطال لأنهم يحملون شعار الانتمى لهذا الوطن.

 

فيما الصنف الثاني من الساسة يستخدم هذا المصطلح لتحقيق أهدافه الخاصة للوصول للسلطة أو البقاء فيها وهذا النوع نجده يأتي بعد أي ثورة وطنية تحررية إلى القليل منهم من كان له دور في العمل الوطني والتحرري وهذا النوع من الساسة يفشل في أول معركة سياسية أو عسكرية نظراً لعدم وجود مشروع وطني يكون مظلة للجميع والدليل على ذلك أحداث ٨٦م عندما فشل جناح الزمرة بسبب التباينات في مابينهم وكذا أحداث اغسطس الأخيرة بعدن 

 

- المهم ما علينا من كل هذا نعود إلى لب وجوهر الموضوع الذي انا بصدد الخوض فيه وهو القصر المشؤوم كما أسماه ناصر

لماذا أطلق ناصر هذه التسمية على القصر الرئاسي وهو أحد العناصر الفاعله في أحداث قحطان الشعبي وسالمين لماذا تعمد ناصر تسميته بالقصر المشؤوم ؟

 

- كنت اتمنى أن يقف الرئيس ناصر مع نفسه على الحيثيات و الأسباب التي جعلته يطلق تلك التسميه على هذا القصر الذي يعتبر رمز الدولة والتي كان مشاركا فيها لتصحيح الاخطاء وأن لايكتفي بقراءة الأحداث للتاريخ الذي هو جزء منه 

 

- ولكي نكون منصفين للتاريخ سأ تطرق إلى تلك الأسباب التي حاول ناصر في مقاله عدم ذكرها لأسباب شخصية كما اعتقد.. والتي كانت سببا رئيسيا لخسارتنا في كل المنعطفات السياسية.

 

السبب الأول : تفريطنا في كوادرنا السياسية تحت مسميات حزبية الغرض منها تصفية الطريق للسلطة على حساب رفاق الدرب وابناء جلدتنا.

 

ثانياً : تفكيك اللحمة القبلية والمجتمعية للسيطرة على القبيلة تحت مسمى الدولة المدنية من قبل النخبه السياسية 

 

ثالثاً : عدم الاتفاق على مشروع واحد يكون مظلة للجميع تتقاسم فيه المصالح.

 

وجود أكثر من مشروع بين صفوف القادة من أبناء جلدتنا 

 

رابعاً : البحث عن الذات تحت مسمى الوطنية على حساب رفاق الدرب

 

خامساً: التعامل مع رفاق الدرب من منطلق التبعية وليس من منطلق الشراكة السياسية بعد الوصول للسلطة 

- كل هذه الأسباب جعلتنا ننهزم داخلياً قبل أن ننهزم خارجيا..

 تلك الاخطاء سهلة الاستقطاب السياسي والعسكري للخصم بين صفوفنا

 

 في حين الآخر ..

 احتفظ بعناصرة الوطنية و النضالية ورفض التفريط فيهم تحت اي مسمى عميل رجعي امبريالي اقطاعي .

 

 رفض فكرة تفكيك اللحمة المجتمعية والقبلية تحت اي مسمى لأنه يدرك بأنها الركيزه الأساسية التي يستند عليها عند اشتداد المحن

 

 حافظ على كوادره ومكنهم من مفاصل الدولة

 

 تعامل مع أبناء جلدته من منطلق المصلحة المشتركة لا من باب التبعية المطلقة

 

الاجماع على مشروع سياسي واحد يكون مظلة للجميع تتقاسم فيه المصالح والمنافع، لهذا نجده ينتصر في أي معركة سياسية أو عسكرية يخوضها مع أي طرف سياسي 

 

 

- بعد كل هذه الأحداث الم يحن الوقت للاستفادة من تلك الدروس المريره التي مرت على أبناء ابين وشبوة وعدن لمراجعة حساباتهم السياسية لتشكيل جبهة سياسية موحدة يحدد فيها الأهداف بعيداً عن الشطحات السياسية التي لاتلامس الواقع فالعالم اليوم يبحث عن مصالحه ولا يبحث عن الوطنية مع مراعاة لتلك الرمزية.. فهل سنسمع من ناصر دعوه لعقد لقاء موسع لكل الأطياف المختلفة من أجل إيجاد مصالحنا في هذا الوطن التي سلبت منا بعمد من قبل فئه صغيرة لا تمتلك مقومات الدولة.. هل سيقبل الآخرون بعد كل هذا الصراع بأن يكون ناصر ممثلنا في أي حوار سياسي نظراً لخبرته السياسية وحضوره الدولي ام أن هناك من الأشخاص الذي لازال يعتريهم الغرور سيرفضون ذلك ..وهل سيكون السعدي داعيا لمثل هكذا تمثيل لكي يستقيم العود بعد أن تم إعوجاجه.