أمس نُشر خبر عن اكتشاف مستودع لأحد التجار في منطقة فوة بالمكلا من قبل إدارة الإصحاح البيئي، يقوم بتغيير تواريخ صلاحية السلع الاستهلاكية.
واليوم، تطرّق الدكتور محمد بافضل، طبيب الأمراض الجلدية، إلى هذا الموضوع في صفحته على "فيسبوك" .
إن هذا الموضوع في غاية الأهمية، فهو يمسّ كل أفراد المجتمع، لأن قيام أحد التجار بتغيير تواريخ صلاحية البضائع الاستهلاكية التي يشتريها المواطن من البقالات أو محلات التجزئة أو المجمعات التجارية يُعد جريمة أخلاقية وإنسانية قبل أن تكون قانونية .
فأين الدين الإسلامي والأخلاق والقيم من هذا الفعل المشين؟! أين الضمير الذي يمنع الإنسان من التزوير في تواريخ بضائع منتهية الصلاحية تُستورد من خارج البلاد؟ ألا يعلم هذا التاجر أن "من غشّنا فليس منّا"؟ إنه لأمر مؤسف أن يحدث مثل هذا في بلادنا حضرموت، في وقت يشكو فيه الناس من انتشار الأمراض الخطيرة، التي لا يُستبعد أن يكون من أسبابها مثل هذه الأعمال القذرة من بعض التجار الجشعين الذين يستبدلون التواريخ القديمة بجديدة ليُعيدوا توزيع تلك السلع في الأسواق .
فما الهدف من ذلك؟ هل هو الكسب الحرام وغير المشروع؟ أم أن وراءه مخططًا لقتل المواطنين والأطفال في مديريات الساحل الحضرمي؟!
إن مسؤولية الدولة هنا واضحة، فهي مطالبة بالتصدي لهؤلاء المتلاعبين الذين يعبثون بقوت الناس وصحتهم، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمرّ بها المواطن من انقطاع الرواتب وقلة فرص العمل وغلاء الأسعار.
وألا يعلم من يغيّر التواريخ أن فعله هذا يسبب أضرارًا ومخاطر جسيمة على المجتمع بأسره؟.
وقد تم – بحمد الله – مداهمة محل التاجر وضبطه، ونأمل من الجهات المسؤولة في التموين والإصحاح البيئي ألا تترك القضية دون متابعة، بل نتمنى اتخاذ الخطوات التالية:
1. رفع القضية إلى الجهات المختصة في الدولة، طالما أن التحقيق جارٍ مع هذا الشخص في شرطة فوة.
2. اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة وتقديمه للمحاكمة حتى يكون عبرة لغيره.
3. تكثيف الرقابة والنزولات الميدانية إلى مواقع البيع بالجملة ومراقبة الأسواق والمحلات للحفاظ على صحة المواطن من التلاعب القاتل في غذاء الناس.
4. إغلاق محلات التاجر المخالف ليكون عبرة لمن تسوّل له نفسه تكرار هذا الفعل. كما نأمل من إدارات التموين والإصحاح البيئي تنفيذ نزولات مفاجئة ودورية إلى المحلات التجارية للتأكد من صلاحية البضائع المعروضة حفاظًا على صحة المواطن وماله في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة.
وعلى المواطن أيضًا أن يكون عين الرقابة، وأن يُبلغ الجهات المختصة فور اكتشافه سلعًا منتهية الصلاحية تباع في الأسواق، حمايةً لأرواح الناس .
ختامًا : نرجو من التاجر والمواطن معًا أن يدركا معنى حديث النبي ﷺ: "من غشّنا فليس منّا" والله من وراء القصد، وهو الهادي إلى سواء السبيل.