جامعة حضرموت تفتح نافذة المستقبل الإعلامي

   تشرفت بحضور الندوة حول الممارسات الصحفية في عصر التطوير التكنولوجي، لم تكن مشاركتي في هذه الندوة التي نظّمتها جامعة حضرموت سوى رحلة إلى منبع صافٍ من المعرفة، وموسمٍ لقطف ثمار الفكر والإبداع من حدائق الأكاديميين الذين أفنوا حياتهم في خدمة العلم وتعليمه.

  كانت لحظاتٍ مفعمة بالعلم والبحث، كأننا نشرب من نهرٍ رقراقٍ من الحكمة التي لا ينضب ماؤها ، ونستقي من شهد العلوم الصافي ما ينعش الفكر ويُبهج النفس ويسعد الروح، كيف لا، وقد جمعت هذه الندوة نخبة من الأكاديميين والباحثين عبر برنامج الزوم من الجزائر والأردن وماليزيا واليمن، وكان على رأس الحضور رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور محمد سعيد خَبَش، وإدارةٍ علمية راقية للأستاذ الدكتور عبد الله بابعير، الذي أدار الحوار بصفاء علمي يشبه صفاء الماء حين ينساب من منبعه الأول.       قدّم المشاركون أوراقاً علمية ثرية تناولت أحدث التحولات في مهنة الصحافة في ظل التطور التكنولوجي، فكانت الأوراق كلوحات فكرية متكاملة رسمت ملامح المستقبل الإعلامي.

  من دور الإعلام الرسمي في مكافحة الشائعات، إلى تحول الصحافة من المطبوعة إلى الرقمية واستراتيجيات النجاح، مروراً بـ رؤية استشرافية لمستقبل الصحافة في ظل الذكاء الاصطناعي، وصولاً إلى قضايا الأخلاقيات الرقمية والمشهد الإعلامي الجديد.

  كانت النقاشات التي أعقبت العروض عميقة وملهمة، فتجلّى خلالها الوعي بأهمية موازنة التقنية مع القيم، والابتكار مع المسؤولية.

  واختُتمت الندوة بتوصياتٍ ثمينة تدعو إلى تعزيز البحث العلمي في الإعلام الرقمي، وتوسيع آفاق التعاون الأكاديمي بين الجامعات العربية والدولية.

  خرجتُ من هذه الفعالية وأنا أزداد يقيناً بأننا أمام عصرٍ جديدٍ للإعلام، لا يكتفي بالنقل والتواصل، بل يصنع التأثير ويعيد تشكيل الوعي، كانت بحق قمة في شرب العلم وريّ الفكر، ومهرجاناً للمعرفة تُقطف منه ثمار الفهم كأنها شهدٌ من العسل.