كتب نجيب عبد الرحمن السعدي
"لنصومن في مأرب ولنفطرن من تمرها" عنوان مقال نشر في وكالة مهر الإيرانية عام ٢٠٢١ لاحد الكتاب الحوثيين.
ينظر المحور الايراني _ ايران والمليشيا التابعة لها _الى معركة مارب كمعركة مصيرية للمحور،
"وان نتيجة هذه المعركة ستكون لها اثار كبيرة على اليمن والمنطقة والسعودية تدرك ذلك" وفقاٌ لحسن نصر الله، لذلك سخر المحور كل امكانياته العسكرية واللوجستيه والاعلامية اللازمة للانتصار في المعركة والسيطرة على مارب.دفعت ايران باحد قادة الحرس الثوري المدعو حسن ايرلو للاشراف على الاعمال العسكرية في اليمن وقد اشرف بشكل مباشر على الإعداد والتحضير والقيادة للهجوم على مارب عامي ( ٢٠٢٠ و ٢٠٢١ ) وتوفى إثر إصبته في جبهه مارب حسب الاخبار المتداولة حينها.
تعتبر ايران ان السيطرة على مارب هي السيطرة على كامل اليمن وانها الطريق الوحيد الذي سيصنع لها امتداد جغرافي متصل دون عوائق ابتداء من ايران وحتى باب المندب وجنوب السعودية على اعتبار سلطنة عمان حليفاً استراتيجياً وذراعاً اسياسياً لها،وبهذا النصر تكون قد سيطرت على اهم الممرات البحرية وهيمنت على بحر العرب والمحيط الهندي واصبحت خطوط النقل والامداد لذراعها في اليمن حال اندلاع اي معركة جنوب البحر الاحمر امنة وسالكه. لذلك رمت بكامل ثقلها السياسي والعسكري والاعلامي ومن فرط غرور محور ايران فقد تحدثوا وكأن سقوط مارب اصبح حتمي وانها مسأله وقت لا اكثر، وكما قلنا انهم مدركين لاهمية هذه المعركة على مستقبل المنطقة ،حسن نصر الله القائد الفعلي لمليشيا ايران في المنطقة تحدث عن معركة مارب قائلا "إن سقوط مارب يعني هزيمة للرياض وواشنطن ،إن سقوط مارب هذا يعني ان الطرف الاخر فاز في المعركة هذا واقع ليش ننكر ذلك هذا كلام مش واحد من محور المقاومة. تداعيات مارب ستكون كبيرة على اليمن وعلى المنطقة".
لقد انطلق بحديثة هذا من الأهمية الاستراتيجية للمعركة بالنسبة لمحور ايران وما يخططون له مستقبلا بعد كسب المعركة.
وقفت مارب حجر عثرة في طريق مشروع ايران التوسعي ولعبت دور الحارس الامين الذي يخوض معركته نيابة عن اليمن والمنطقة، ايران ومحورها وحدهم من كانوا يدركون ذلك وربما اكثر من بعضنا، انني اتذكر جيدا المعركة التي خاضها رئيس الوزراء الاسبق الدكتور معين عبد الملك ومعه الاستاذ مطيع دماج لحشد الدعم وتعبية الطاقات داخل الحكومة وخلق موقف موحد مساند لدعم صمود مارب حينها.
إعلام محور ايران وصف معركة مأرب بانها "أم الهزائم" فقالت لهم مارب بل ستكون بوابه النصر، حسن نصر الله تحدث عن اثار المعركة انها ستكون كبيرة على المنطقة وان السعودية تعرف ذلك لقد كان حديثة مبني على معطيات ودراسة عميقة لاثر المعركة بشكل عام فمن كسب المعركة سيحقق الشيء الكثير ومن خسرها سيخسر الشيء الأكثر، إن ما نراه اليوم من احداث في المنطقة كان لمعركة مارب الدور الكبير في صناعته، لمعرفة اثر معركة مارب على رسم الاحداث الحالية لك ان تتخيل ان مارب سقطت يومها، سيكون بإستطاعة محور ايران نقل المعركة الحالية الى جنوب الجزيرة والمحيط الهندي والبحر العربي والأحمر بدلاً من ايران وسيكون بمقدورة نقل ونشر كميات ضخمة من الاسلحة الاستراتيجية الغير تقليدية الى اليمن وبمقدوره ان يجعل من كل هذه المساحة الشاسعه نقطة تمركز وانطلاق لحربة الحالية وبنفس الوقت سيكون قد جنب ايران الدمار والخراب وتخلص من الضغوط الشعبية ومخاطر سقوط نظام الملالي كما هو حاصل الان.
ستكون إيران قادره على وضع خطوط التجارة العالمية كورقة ضغط رابحة في ملف مفاوضاتها النووية، وحينها لن تتجراء امريكا او اسرائيل المساس بحزب الله وقادته خشية من رده فعل محور ايران، لو تمكنت ايران من السيطرة على مارب حينها لاستطاعت حشد مئات الالاف من المقاتلين اليمنيين وايصالهم الى سوريا للقتال مع بشار الاسد ولكان احمد الشرع لازال محاصرا في ادلب إن لم يكن قد فر منها الى تركيا كوجهه محتمله، إنني اجزم اننا لم نكن لنقراء للرئيس الامريكي تغريدتة وهو يطلب من سكان طهران مغادرتها فورا وربما كنا سنتمع لعلي خامنئي وهو يطلب من السفن التجارية مغادرة البحر الاحمر والمحيط الهندي فورا. هنا نعرف الاثر الذي احدثته نتائج معركة مارب على اليمن والمنطقة.
لقد قاتلت مارب بروح عالية من المعنويات وبأستعداد باذخ على التضحية، لتثبت وبجدارة بانها بوابة النصر على المشروع الإيراني والحارس الامين للمنطقة من اطماع ايران وشرورها.