فارس العدني
في الوقت الذي يُمسك فيه البعض بزمام السلطة على الأرض ويدّعون تمثيل مشروع “الدولة الجنوبية”، نراهم يلوذون بمصطلحات من قبيل “الدولة العميقة” لتبرير عجزهم وتبرئة فشلهم أمام الشعب.
إن من يُحكم ويتحكم ويسيطر لا يملك ترف الشكوى، ولا حجة الاتكاء على مؤامرات خفية. فاعترافكم بوجود عوائق داخلية وأنتم في موقع القيادة ليس إلا إقراراً صريحاً بفشلكم في إدارة المرحلة، وعجزكم عن تحويل الشعارات إلى مؤسسات، والأماني إلى واقع ملموس.
تُظهر هذه التبريرات ضعفًا في الرؤية، وسطحية في الأداء، وافتقاراً إلى النضج السياسي اللازم لبناء هوية وطنية جامعة لدولة مدنية حديثة. والأسوأ من ذلك أن هذه المناورات تأتي في سياق الإصرار على البقاء في الحكم، لا وفاءً لثوابت ولا حماية لمكتسبات، بل سعياً وراء المصالح الشخصية، دون اكتراث لمعاناة الناس وهمومهم الحياتية.
إن أبناء الجنوب اليوم بحاجة إلى قيادة صادقة، لا تبرر فشلها، بل تتحمّل مسؤوليتها بشجاعة، إما بالنجاح في تحقيق تطلعات الجماهير، أو بالانسحاب بشرف وترك المجال لمن هو أقدر وأصدق.